رؤية نفسية..أساليب التفكير الخاطئة.
بقلم محمد عمر – اخصائي نفسي
في هذا المقال سنتناول أساليب التفكير الخاطئة والتي أيضاً تؤدي إلى الأمراض النفسية، ذلك أنه حسب نظرية ألبرت أليس (النظرية العقلية الإنفعالية) أن التفكير مرتبط بالسلوك ويتفاعل معه، وأن التفكير والإنفعال يمثلان وجهان لشيء واحد، فلا يمكن النظر إلى أحدهما بمعزل عن الآخر.
- وفيما يلي أساليب التفكير التي ذكرتها النظرية:
1 الأسلوب الأول:
تفكير الحتميات؛ وهو تفكير قائم على أنه (يجب وينبغي) يشعر فيه الشخص بعدم الكمال إذا لم يأتي الشيء الذي أمامه أو يرغب فيه كما ينبغي في ذهنه ويشعر بنقص، ويقود هذا النوع من التفكير إلى الإضطراب الشديد.
2 الأسلوب الثاني:
التعميم المخل: وهو أن يعمم الشخص فكرة على حسب موقف واحد حدث له، ويبني عليه استنتاجات وأفكار وأفعال، مما يجعله يتخذ مواقف خاطئة ويقع في الكثير من المشكلات والإضطرابات، كالذي يفشل في امتحان فيعتقد أنه لن ينجح مرة أخرى.
3 الأسلوب الثالث:
التفكير الأحادي؛ وهو التفكير المتطرف وغير المرن حيث يرى الفرد نفسه إما حزين مطلقاً أو سعيد مطلقاً، ولا مجال لمنطقة متوسطة بينهما، ولا يستطيع أن يجعل الوضع متوازناً مما يجعله في ضيق وارتباك شديد وهو تفكير أحادي الجانب.
4 الأسلوب الرابع:
التفكير القائم على التضخيم السلبي: حيث يرى الشخص الأحداث السلبية في حياته ويضخمها جداً، ويعتبر أنها محددة له، ويقلل من الأحداث الإيجابية مما يجعله في ضيق وضجر دائم.
5 الأسلوب الخامس:
الإستنتاج الخاطئ: وهو يقوم على أن يستنتج الشخص من مواقف معينة أفكار خاطئة ويبني عليها أفعاله (سلوكه وتفكيره) بدون توفر بيانات كافية ويتم تعميم النتائج الخاطئة نسبة لذلك الإستنتاج وهو تفكير اعتباطي.
6 الأسلوب السادس:
التفكير المقارن: وهو تفكير قائم علر مقارنة الشخص نفسه بغيره، ودائماً ما يصل إلى أن غيره أفضل منه، وهو بالطبع تفكير خاطيء لأن لكل فرد ظروفه الخاصة، إضافة إلى أن التفكير المقارن لا يستصحب معه الظروف لكل شخص، بل الإنجازات والتي دائماً ما تكون في صالح الطرف المقارن به.
7 الأسلوب السابع:
التفكير الكوارثي: حيث يقوم الشخص بتضخيم الأحداث الصغيرة إلى كوارث ومشكلات، إلى درجة لا يمكن حلها، وهو أقرب إلى أسلوب التضخيم المخل أو السلبي.
8 الأسلوب الثامن:
التفكير القائم على جلد الذات: وهو قيام الشخص بلوم ذاته بشدة، وإلقاء اللوم عليها في حال لم تسر الأمور كما كان يريد، وبيدأ بتحقير نفسه والتقليل من شأنها ولومها بشدة كذلك، مما يفقده الثقة في نفسه للقيام بأي شيء آخر.
9 الأسلوب التاسع:
لوم الآخرين: وهو جزء من الأسلوب الثامن، لكن ارتأيت أن أضعه وحده لأهميته؛ وهو أن يلقي الشخص اللوم على الآخرين في كل فشل يقع فيه، وعدم مقدرة الناس على فهمه، وترصدهم له ومحاولتهم لأن يكون مخفقاً دائماً مما يفقده الثقة أيضاً.
10 الأسلوب العاشر:
التفكير القائم على الفترة الزمنية: واعتقاد الشخص أن فترة زمنية قصيرة من حياته ستحدد مآلاته وكل ظروف حياته، دون الأخذ في الإعتبار بقية الخبرات والأحداث في فترات زمنية أخرى، مما يغرق الشخص في وضع معين وغالباً ما يكون حزن عميق.
11 الأسلوب الحادي عشر:
التفكير التجريدي: حيث يركز الشخص على الجانب السلبي في كل موقف يمر به، ويستبعد منه المواقف الإيجابية، ويقوم على تضخيم الموقف السلبي وجعله الموقف الأساسي، كأن يفكر المراهق أن أسرته تكرهه لأنها قست عليه و منعته من الأشياء التي يحبها وطلبت منه المذاكرة.
- يجب التنويه إلى أن هنالك عوامل تقود الشخص بدون وعي منه لاستخدام أساليب التفكير هذه، وهي في الأساس تعتمد على أساليب التربية الصحيحة في المنزل والمدرسة، فيجب الإنتباه لها دائماً، ومعرفة كيفية تفكير الأبناء وتعليمهم أساليب التفكير الصحيحة..
- كل أساليب التفكير المذكورة سابقاً في الأغلب عندما يتم استخدامها بكثرة، ترجع بنتائج سيئة للشخص، منها الإضطرابات النفسية العصابية كالقلق والتوتر والإكتئاب، وبعض أنوع الوسواس والذي يجب الإنتباه له، فإن كثير منا يستخدمها في حياته اليومية أحياناً بدون وعي منا.
ودمتم سالمين …