منوعات

بعد اختراع طبيب أسترالي آلة «الموت دون ألم».. دول توافق على انتحار المريض


أعلن طبيب أسترالي اختراع كبسولة تعرف بـ«الكبسولة الانتحارية» منذ ساعات في سويسرا، والتي تتيح لبعض المرضى الموت إراديًا دون ألم.

c

هذه الآلة الانتحارية المساعدة المسماة «Sarco» هي اختصار كلمة «Sarcophagus» وتعني التابوت الحجري، تعد «بموت غير مؤلم» ويمكن تفعيلها ببساطة، وفقًا للموقع الإخباري «leaderpost»، لكن ما يدعم الطبيب على إطلاق وتفعيل الاختراع هو موافقة قانون سويسرا على فكرة «الموت الرحيم» للمرضى.

وتسمح سويسرا باستعمال أشكال الموت الرحيمة، ويعتبر الانتحار بمساعدة آخر أمرا قانونيا في سويسرا دون حد أدنى للسن أو تشخيص أو حالة أعراض، وكان حوالي 1300 شخص خضع لخدمات لأفكار منظمات مُختصة في القتل الرحيم، مثل منظمة «Dignitas» ومنظمة «Exit»، وذلك وقع العام الماضي.

وتستعمل المنظمتان عقار الباربتيورات السائل لإحداث غيبوبة عميقة في من غضون دقيقتين إلى خمس دقائق، تعقبها الوفاة.
فيما توافق غيرها من الدول على الانتحار، وهي سبع دول بالعالم: كندا وبلجيكا ولوكسمبورج ونيوزيلندا وإسبانيا وهولندا وكولومبيا، ويتطلب من معظم هذه البلدان أن يكون الشخص مصابًا بمرض عضال، وهي حالة مرضية لا تتجاوب مع العلاج الطبي المداوي ويمكن لها أن تتفاقم وتؤدي إلى الوفاة.
لكن لم تجعل الولايات المتحدة ذلك قانونيًا في جميع الولايات، إلا داخل ثماني ولايات.
وأوضح الموقع أنه هناك دولا أخرى لديها مشاريع قوانين لإلغاء تجريم القتل الرحيم، مثل الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي، وفقًا للموقع الإخباري «leaderpost».


لكن ما الدوافع للسماح بالموت الرحيم تشريعيًا؟

هولندا هي توافق على القتل الرحيم والانتحار بمساعدة قانونية في الحالات التي يعاني فيها شخص ما من مشكلة صحية لا يمكن تحملها ولا توجد فرصة لتحسينها، كما لا يشترط أن تكون مصابًا بمرض عضال ولا فترة انتظار إلزامية.
وفي أكتوبر 2020، وافقت الحكومة الهولندية على خطط للسماح بالقتل الرحيم للأطفال المصابين بأمراض مميتة الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و12 سنة. وقالت وزارة الصحة إن تغيير القاعدة سيمنع بعض الأطفال من «المعاناة اليائسة وغير المحتملة»، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية. كما أنه مطلوب موافقة الوالدين لمن هم دون سن 16.


إسبانيا

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن القانون يسمح للبالغين المصابين في إسبانيا بأمراض «خطيرة وغير قابلة للشفاء» والتي تسبب «معاناة لا يمكن تحملها» بأن يختاروا إنهاء حياتهم.
فيما يجب أن يكون الشخص البالغ مواطنًا إسبانيًا أو مقيمًا قانونيًا وأن يكون «مدركًا وواعيًا تمامًا» عند تقديم الطلب، والذي يجب تقديمه خطيًا مرتين.
قبل الموافقة على القانون، كانت مساعدة شخص ما على الموت في إسبانيا يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.

بلجيكا

تسمح بلجيكا بالقتل الرحيم والانتحار بمساعدة أولئك الذين يعانون من معاناة يصعب تحملها ولا أمل في التحسن. إذا لم يكن المريض مصابًا بمرض عضال، فهناك فترة انتظار مدتها شهر واحد قبل إجراء القتل الرحيم.
لا توجد قيود على عمر الأطفال في بلجيكا، ولكن يجب أن يكون لديهم مرض عضال لاستيفاء معايير الموافقة.

لوكسمبورج

المساعدة على الانتحار والقتل الرحيم كلاهما قانوني في لوكسمبورج للبالغين. يجب أن يعاني المرضى من حالة غير قابلة للشفاء مع معاناة نفسية أو جسدية مستمرة ولا تطاق ولا أمل في التحسن

كندا

في مارس 2021، أتاح قانون كندا المساعدة على الموت، وذكرت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية إن البالغين الذين يعانون من «مرض أو إعاقة» خطيرة وغير قابلة للشفاء، والذين هم في حالة متقدمة من التدهور ويعانون، وأصبحوا قادرين على السعي وراء الوفاة بمساعدة طبية حتى لو لم يموتوا.
في السابق، كانت الدولة تسمح فقط بالقتل الرحيم والانتحار بمساعدة البالغين الذين يعانون من «ظروف مؤلمة وغير قابلة للعلاج والذين كانت وفاتهم متوقعة بشكل معقول».
ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن الوفيات بمساعدة طبية شكلت 1.89% من جميع الوفيات في كندا في عام 2019.

كولومبيا

كانت كولومبيا أول دولة في أمريكا اللاتينية تبطل تجريم القتل الرحيم، في عام 1997، وحدثت أول حالة وفاة من هذا القبيل في عام 2015.
في يوليو 2021، وافقت المحكمة الدستورية لكولومبيا على قانون القتل الرحيم أو المساعدة على الوفاة ليشمل حالات الأمراض غير المزمنة «شريطة أن يكون المريض يعاني من معاناة جسدية أو نفسية شديدة ناجمة عن إصابة جسدية أو مرض خطير وغير قابل للشفاء». ريو تايمز.

أستراليا

كانت ولاية فيكتوريا الأسترالية أول دولة في البلاد توافق على قوانين القتل الرحيم الطوعي، والذي حدث في نوفمبر 2017 بعد 20 عامًا و50 محاولة فاشلة. كان مجلس الشيوخ الأسترالي قد ألغى القانون من قبل في عام 1997 بسبب رد الفعل العام ضد قانون عام 1995 الذي سمح به.
للتأهل للحصول على موافقة قانونية، يجب أن تكون بالغًا ولديك القدرة على اتخاذ القرار، ويجب أن تكون مقيمًا في فيكتوريا، ولديك معاناة لا يمكن تحملها بسبب.
لا يستطيع الطبيب طرح فكرة المساعدة على الموت؛ يجب على المريض الطلب، بما في ذلك طلب خطي. قالت صحيفة «جارديان» البريطانية، أنه يجب تقييمك بعد ذلك من قبل طبيبين من ذوي الخبرة، أحدهما متخصص، لتحديد أهليتك.
انضمت أستراليا الغربية وجنوب أستراليا وتسمانيا منذ ذلك الحين إلى ولاية فيكتوريا في إضفاء الشرعية على الموت الطوعي. وفي سبتمبر 2021، أصبحت كوينزلاند الولاية القضائية الأسترالية الخامسة التي تسمح بالقتل الرحيم الطوعي، بأغلبية ساحقة من أعضاء البرلمان صوتوا لصالحها على الرغم من أن الولاية هي واحدة من أكثر الولايات تحفظًا.

الولايات المتحدة الأمريكية

تقدم العديد من الولايات حاليًا المساعدة القانونية للموت، أوريغون وواشنطن وفيرمونت وكاليفورنيا وكولورادو وواشنطن العاصمة وهاواي ونيوجيرسي وماين ومونتانا ونيو مكسيكو كلها لديها قوانين أو أحكام قضائية تسمح بالانتحار بمساعدة الطبيب للمرضى الميؤوس من شفائهم.
يمكن للأطباء كتابة وصفة طبية للأدوية المميتة للمرضى، ولكن يجب أن يكون أخصائي الرعاية الصحية حاضرًا عند تناولها.
تتطلب جميع الولايات فترة انتظار مدتها 15 يومًا بين طلبين شفويين وفترة انتظار لمدة يومين بين الطلب الكتابي النهائي واستيفاء العلاج الطبي.

فرنسا

يمكن لأي شخص أن يطلب أن يتم تخديره بعمق حتى الموت، وهو مسموح به في فرنسا، لكن المساعدة على الموت غير مسموح بها.
في أبريل 2021، تم حظر اقتراح إضفاء الشرعية على الموت بمساعدة الأشخاص المصابين بأمراض مستعصية في البرلمان الفرنسي.
لم يعلق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون ولا حكومته على النقاش، على الرغم من أنه في عام 2017 نُقل عن ماكرون قوله «أنا بنفسي أرغب في اختيار نهاية حياتي»، وفق ما أوردته «فرانس 24».

نيوزيلاندا

ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أنه في أكتوبر 2020، صوتت نيوزيلندا لإضفاء الشرعية على القتل الرحيم فيما وصفه نشطاء بأنه «انتصار للشفقة والعطف».
وبالعودة إلى «الكبسولة الانتحارية» من المفترض أنه يمكن تشغيل الكبسولة عبر الغمز بالعين أو أي إشارة أخرى إذا كان الشخص يعاني من صعوبة جسدية في استعمال اليدين مثل الشلل والعجز عن التواصل الشفهي، وترتكز الكبسولة في عملها على تقليل مستوى الأوكسجين داخلها وخلال أقل من دقيقة يكون الشخص داخلها قد توفي بفعل نقص «التأكسج» وهو نقص إمداد أنسجة الجسم بالأكسجين اللازم للعمليات الحيوية كذلك نقص ثنائي أكسيد الكربون في الدم.
كما أن الدكتور فيليب نيتشكي، الذي يقول إنه كان أول شخص في العالم يعطي لمرضاه حقنة قانونية وقاتلة في عام 1996، ساعد أربعة مرضى مصابين بمرض عضال على الموت، وهي حالة مرضية لا تتجاوب مع العلاج الطبي المداوي، ويمكن لها أن تتفاقم وتؤدي إلى الوفاة.
وتحدث «نيتشكي» حول طريقة عمل الكبسولة قائلًا: «سيدخل الشخص الكبسولة ويستلقي.. أنها مريحة للغاية، سيُطرح عليهم عدد من الأسئلة وعندما يجيبون، يمكنهم الضغط على الزر الموجود داخل الكبسولة لتفعيل الآلية في وقتهم الخاص. كل شيء يستغرق حوالي 30 ثانية. يحدث الموت من خلال نقص الأكسجة (انخفاض الأوكسجين في الجسم) ونقص الأوكسجين والحرمان من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون على التوالي. لا يوجد ذعر ولا شعور بالاختناق».
يقول الطبيب نيتشكي إن الشخص «سيشعر بالارتباك والنشوة قليلاً قبل أن يفقد وعيه».
وصرح الطبيب في عام 2018 بأنه يعتقد الآن أنه يجب أن يكون لكل شخص الحق في «الموت بكرامة»، وليس فقط الأشخاص المصابين بأمراض مميتة. حيث قال: «لقد تحولت رؤيتي من دعم فكرة الموت الكريم للمرضى الميؤوس من شفائهم إلى دعم مفهوم الموت الجيد لأي بالغ عقلاني لديه تجربة حياتية شاقة».
فيما أشار الموقع «leaderpost» إلى أن تصميم «Sarco»، الذي يسمح بالتنشيط عن طريق حركة العين أو التحكم الصوتي، مستوحى من المريض توني نيكلينسون، الذي عانى من متلازمة الانغلاق بعد سكتة دماغية في عام 2005، ومتلازمة الانغلاق هي حالة عصبية حيث يعاني الفرد من شلل كامل من جميع العضلات، عدا تلك التي تتحكم في العيون.

حيث اتصل محامو المريض «نيكلينسون» بالطبيب، لمعرفة الخيارات الممكنة التي كانت لديه، لكن الجهاز لم يكتمل قبل وفاة المريض في عام 2012، الذ توفي في النهاية عقب رفضه أكل أو شرب أي شيء بعد إصابته بالتهاب رئوي.
وأوضح الموقع أنه هناك دول أخرى لديها مشاريع قوانين لإلغاء تجريم القتل الرحيم، مثل الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي.
وقال الطبيب أنه يتوقع أن تصبح «Sarco» متاحة للعالم قريبًا: «الخطط مفتوحة المصدر ستكون متاحة مجانًا على الإنترنت. أود أن أعتقد أنه سيجد قبولًا واسعًا وسيكون قادرًا على المساعدة في الموت».
صرح جيروين كرامر، رئيس مجلس إدارة كنيسة «Westekerk» في أمستردام، لصحيفة الإندبندنت أن الكنيسة تعارض استخدام الآلة.
وقال: «لن نؤيد ولا نستطيع دعم أي اقتراح باستخدام مثل هذه المعدات.. لن تدعم الكنيسة أبدًا الأشخاص الذين يقدمون المعدات كما روج لها الدكتور نيتشكي».

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف اقدر اساعدك