مقالات

الأرملة والأيمى

هما لفظان يقعان على مُسمّىً واحدٍ ،لكن باختلافٍ دقيق، يُقالُ أرملةٌ لِمَن ماتَ عنها زوجُها، فصارت بثُكلهِ فقيرةً فاقدةً زادَها ومُرمِلةً،والتّرمُّل يعني في الأصلِ اللّصوقَ في الرّملِ ، كقولِهم مُدقِعٌ لِمن يلتصقُ في الدّقعاء (التّراب) واستعاروه للرَّجُل الّذي لايقدر على شيء وكذلك للمرأة . والأرامل في الأصل: المساكين رجالاً كانوا أو نساءً ،وهو أكثريٌّ في النّساءِ اللواتي يفقدنَ المُعِيلَ، يقولُ الأزهري رحمه الله: لايُقالُ للمرأةِ الّتي مات زوجُها أرملةٌ إلّا إذا كانت فقيرةً، فإن كانت مُوسِرةً فَلا .ويرى الأنباري رحمه الله أنّهُ مِن الشّاذّ القليلِ أن يُقالَ لِلرّجُلِ أرملُ لأنّ الرّجُلَ لايذهبُ زادَهُ بفقدِ امرأته، وقد جرى أئمةٌ وعلماءُ في عقبَيهما مؤكّدينَ أنّ كلمة أرملة لاتُقالُ على الإطلاق وإنّما لِلّتي لازوجَ لها فتفتقر لِمن يُنفِقُ عليها، وقد سمّى العربُ الحربَ قديماً بالمأيَمة لأنّ الرّجالَ تُقتَلُ فيها ، وتبقى النّساء بلاأزواجٍ يقومون عليهنّ .
▪قد يسألُ سائلٌ اليومَ: ماهذا الكلامُ الّذي جئتنا به،وقد رأينا مايخالفه في مطالعاتِنا في النّصوص والمصادر التّراثيّة؟نقول إنّ هذا الّذي طالعتموه مُخالفاً لِما ذكرناه يكونُ مِن بابِ التّمليحِ والمُداعبة، وقد ذكرَ هذا الخليلُ في معجمهِ ومِن مثلهِ قال الزمخشريّ: لايُقالُ أرمل إلّا أن يشاء الشّاعرُ في تمليحِ كلامهِ، قال ابنُ جنّي: قلّما يُستعمل هذا اللفظُ في المُذكّر إلّا على التّشبيهِ والمُغالطة ▪قد يقولُ قائلٌ هل مِن رديفٍ لأرمل وأرملة في لغتنا العربيّة حتّى نتخلّص من هذا اللغط؟ نقولُ: نعم،هناك بديلٌ وهو استعمالُ كلمةِ أيّم للرجُلِ وهو يُقالُ لِمن ليس لديهِ زوجةٌ عموماً سواءً كان عزِباً أو ثيّباً وكذلك يُقال لهُ أيمان ، أمّا الأنثى فيُقالُ لها أيّمة وأيمى وأيّم وتُقالُ لكلّ مَن فارقت زوجَها بكراً كانت أو ثيّباً ، والجمعُ لأيّم أيامى وأصلها أيايم .

c

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف اقدر اساعدك