آفة الإرتباط بالماضي والذاكرة والتغيير
منقول
الذكريات صور دماغية … جرعات روحية تحملها معك من الماضي للحاضر والبعض يغوص فيها لمرحلة لا يستطيع معها أن يتكيّف مع الحاضر فنجده يضيّع الحاضر والمستقبل.
دعونا نفترض أن الذكريات حجارة تحملها معك أينما ذهبت, هذا الأمر سيجعل من حركتك المتوافقة مع سيرورة الحياة بطيئة، وممكن بطيئة جداً ومن الممكن أن تصل لمرحلة تقف بها ولا تقدر على التحرّك, كل هذا يتبع لكمية الحجارة “الذكريات” التي تحملها.
التعامل مع الماضي يختلف بين شخص وآخر، تبعاً لمقدار وعيه فكلّما ازداد وعي الشخص أكثر كلما تعلّم من الماضي وفك ارتباطه منه أي لم يجعل للذكريات ذاك الأثر السلبي عليه
الذاكرة الانفعالية
الممثلون وبالأخص المسرحيين لديهم ما يسمونه الذاكرة الانفعالية يقوم فيها الممثل باستحضار حالة من الماضي تشابه حالة الشخصية المراد تمثيلها في الحاضر حتى ينجح بشكل قوي، طبعاً هذا الأمر يجعل الممثل قوي بأدائه إلا أنه ووفقاً للعلماء يتعب جملته العصبية وجسده بشكل عام، وقد يكون هذا أحد الأسباب الذي يجعل التمثيل كمهنة ثاني أصعب مهنة بالعالم بعد عمال المناجم, مما سبق أردت أن أنبه بعدم الاستهانة بالذكريات التي تحملها معك لما لها من ضرر نفسي وجسدي إذا كانت سلبية أو إيجابية وهنالك حكمة تقول “لا شيء يفسد السعادة كذكرى السعادة”.
أسلوب للتخلص من الارتباط بالذكريات
من أهم الأساليب هي أن تتخلص من كل شيء يربطك بالذكرى مثلاً عندما ذهب منزلي بتفجير لم أكن قد أخذت منه شيئاً وهذا ما جعلني أركز على حاضري أكثر, أيضاً جميع الصور التي تربطني بالماضي كصور أخي الشهيد أو أصدقائي المعتقلين قمت بحذفهم وفاء لهم ولكي أستطيع متابعة حياتي, فأنا لا أحتاج للوقوف على الأطلال.
على ذكر الوقوف على الإطلال لا بدّ أن القرّاء تعرف النمط الشعري العربي الخطير بشكل سلبي والذي يتجلّى بحزن الشاعر الحبيب على ديار المحبوبة والإبداع بالألم لحد العبقرة لمرحلة يقولوا عنها بالمذاهب الأدبية الألم العبقري التابع للمذهب الإبداعي، الذي يتفنن بصياغة الآلام والشجون، متناسين أن أصحاب هذه القصائد في الغالب عاشوا حياة من أبشع الحيوات التي من الممكن أن يحياها إنسان والبعض منهم جن.
أعزائي من أحد معوّقات النجاح النظر للماضي, هل رأيت أحداً يمشي للأمام وهو ينظر خلفه؟
بالطبع هذا الشخص سيتعثر ويقع ولن يتابع.
لنجعل من الماضي درس تعلّم للخبرات ولنقلل قدر الإمكان من الذي يربطنا بالذكريات ولنفتح قلوبنا للنسيان لأنه من مميزاتنا كبشر, فنعمة النسيان نعمة عظيمة … أدام الله النعم علينا ونسأله بهمة التغيير نحو الأفضل.