شرطة دبي تقبض على شقيقين مطلوبين دوليا بجرائم كبرى.
ألقت شرطة دبي القبض على شقيقين يعدان الأبرز على قائمة المطلوبين من قبل دولة جنوب إفريقياً لتورطهما في قضايا جنائية وغسل أموال، بعد أن تلقت طلب الملاحقة والتسليم الدولي «النشرة الحمراء» من المنظمة الدولية لمكافحة الجريمة «الإنتربول».
وحظيت عملية القبض على الأخوين راجيش وأتول جوبتا باهتمام بارز من قبل الأوساط المختلفة، نظراً لكونهما بالغي الثراء، وهما من أصل آسيوي وسبق اتهامهما بارتكاب حزمة من الجرائم في الهند، قبل أن ينتقلا إلى جنوب إفريقيا.
وأفادت شرطة دبي بأنه جرى التنسيق مع سلطات جنوب إفريقيا لتقديم ملف استرداد الشقيقين المقبوض عليهما لاستكمال الإجراءات القانونية المتبعة، مؤكدة أن عملية القبض عليهما ترسخ جهود دولة الإمارات في مكافحة جرائم غسل الأموال من خلال وزارة العدل، والنيابة العامة في دبي والمكتب التنفيذي لمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب ووحدة المعلومات المالية.
وكشفت وسائل إعلام أجنبية أن الشقيقين ينتميان إلى أسرة «جوبتا» المعروفة بثرائها الفاحش، وهربا إلى جنوب إفريقيا بعد توجيه اتهامات إليهما بالفساد وممارسة أنشطة مشبوهة متعلقة بجرائم غسل الأموال وتقديم رشاوى كبرى للفوز بمناقصات وعقود حكومية.
وانتقلت أسرة جوبتا إلى جنوب إفريقيا في عام 1993 نازحة من دولة الهند، قبل أن تداهم السلطات هناك مملكاتها في أكثر من مقاطعة عام 2018 من بينها مكاتب العائلة في مدينة دلهي. وتتضمن قائمة الاتهامات الموجهة للأخوين من قبل سلطات جنوب إفريقيا، غسل الأموال واستغلال نفوذ بعض السياسيين في الفوز بمناقصات وعقود بشكل غير شرعي، وجرائم أخرى.
وكشفت تحقيقات رفيعة المستوى أجرتها السلطات المختصة في جنوب إفريقيا أن الشقيقين النافذين استطاعات اختراق قطاعات مهمة والحصول على عقود فيها بشكل غير شرعي تشمل الطيران والسكة الحديد والموانئ والبنية التحتية لقطاع النفط مستغلين علاقتهما بمسؤولين مهمين هناك.
يذكر أن الإمارات كللت جهودها في مكافحة جرائم غسل الأموال بالقبض أخيراً كذلك على مطلوب دولي آخر هو سانجاي شاه، بريطاني الجنسية، يبلغ من العمر 52 عاماً، أحد أبرز المطلوبين لدى السلطات الدنماركية، لتورطه في أكبر عملية احتيال ضريبي وغسل الأموال في تاريخ مملكة الدنمارك، بلغت قيمتها 12 مليار كرونة، ما يعادل حوالي 1.7 مليار دولار، وذلك من خلال إنشاء عدة شركات مُتخصصة في «تقديم طلبات استرداد ضرائب الأرباح ببيانات غير صحيحة».
القبض على الشقيقين يرسخ جهود الإمارات في مكافحة جرائم غسل الأموال من خلال وزارة العدل.
النعيمي: الإمارات تحرص على التعاون مع الشركاء الدوليين لملاحقة الجريمة.
قال وزير العدل عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي: «إن اعتقال راجيش جوبتا وأتول جوبتا، وهما مطلوبان لدى جنوب إفريقيا ووفقاً للنشرة الحمراء الدولية الصادرة عن الإنتربول؛ هو أحدث مثال على التزامنا وجهودنا المستمرة لمكافحة التمويل غير المشروع، فالإمارات لا تكتفي بمنع الجرائم المالية الدولية فحسب، بل تحرص أيضاً على التعاون الوثيق والعمل مع الشركاء الدوليين من أجل الملاحقة الدولية للجريمة».
وأشاد بجهود السلطات المختصة في الدولة التي قادت هذه القضية بمهارة وخبرة وجمعت الأدلة المطلوبة للتمكن من الاعتقال، وهو ما يشير بوضوح إلى مساعي الدولة الاستباقية للتعاون بشكل وثيق مع شركائها الدوليين والمنظمات.
وشدد على أن وزارة العدل إلى جانب جميع السلطات المختصة في الدولة، تعمل على منع تمويل الجريمة بجميع أشكالها.
المصدر: الإمارات اليوم.