ماذا بعد رمضان ؟؟
لقد امضينا ثلاثين يوما بلياليها … صيام وقيام واطعام الطعام وتلاوة القرآن والمحافظه على الصلوات في وقتها ، وخشوع وتذلل ، فكان رمضان للمتقين روضةً وأنساً ، وللغافلين قيداً وحبساً ، وكانت المساجد فيه عامرة ، والقلوب خاشعةً ، والأكف ضارعةً ، والنفوس زاكيةً ، والالسنةً بذكر الله لاهجةً .
وكنا في مدرسة ايمانية عظيمة … ونسأل الله ان نكون من المقبولين …. لذا وجب علينا جميعا الوقوف وقفة صادقة مع انفسنا ، متساءلين ، ماذا بعد رمضان ؟؟؟
هل كان رمضان بالنسبة لنا محطة تغيير ، حتى نكون من الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم ( ويزداد الذين امنوا ايمانا ) المدثر:31، وحتى يرجع الغافلون الى طريق الحق والهدايه ، أم سنكون كالتي نقضت غزلها بعد غزله….. قال تعالى ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً ) . النحل :92 .
قيل لبشرالحافي : إن أقواماً يتعبَّدون ويجتهدون في رمضان ، فقال : بئس القومُ قومٌ لا يعرفون لله حقًا إلاَّ في رمضان ، إنَّ الصالح هو الذي يتعبد ويجتهد السَّنةُ بأكملها ، وسئل الشبلي ـ رحمة الله عليه ـ أيما أفضل ! رجب ام شعبان ؟ فقال : كن ربانيا ، ولا تكن شعبانيا .
فلنسأل الله الثبات على الطاعه فأقول لمن صاموا وقاموا وتصدقوا وصلوا العيد كما قال سبحانه وتعالى ( يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) محمد :33 ،
فلا تبطلوا صيامكم وقيامكم ، ودعاءكم وإنفاقكم في رمضان بترك الطاعةِ فيما بعده ، فكما أنَّ الحسناتِ يذهبن السيئات ، فكذلك السيئات تقضي على الحسنات .
ولن يكون ذلك الا ، في تحقيق المراقبة الذاتية ، واستشعار مراقبة الله لنا ، وبأنه معنا ، مطلع على أعمالنا وأنه حاضرٌ وشاهدٌ لِما نفعله ؛ فلنحرص على طاعته ، وطلب مرضاته ، سواءً بقولنا وفعلنا ، وبسرنا وعلانيتنا ، فنُقبل على عبادة الله كأنه يرانا ، أخِذينا ببعض الأمور للإستمرار عليها بعد رمضان ، كإستقامة السلوك ، فمن تضاعفت جهوده في رمضان ، حريٌ به ألّا يتراجع بعد رمضان ، فيبتعد عن الذنوب والزلات ، ولا يغفل عن الطاعة وفعل الخيرات ، وإن أخطأ أو أذنب ، عادواستغفر وأناب ، يقول سبحانه ( إن الذين قالوا ربُنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ) .
فصلت:30، هكذا يكون المسلم مستمراً مداوماً ومتابعاً . ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الانعام:162 ، اللهم انا نسألك القبول والثبات حتى الممات مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى :
( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر:99 .
✍🏻 ساره الحاج