ثقافة اجتماعية

سيكولوجية الحب …بين إسم الرحمن …وصلة الأرحام

سيكولوجية الحب …وعلاقتها بصلة الأرحام واسم الرحمن …
جميل أن تحب وتنحب والأجمل أن توازن في هذا الحب …فالحب كلمة عامة، يستخدمها الناس ويمرون عليها مرور الكرام
فهل نحن نحب فعلا أم نجامل في الحب؟
لكي نحب علينا أولا أن نفهم ونتعلم معناه. ولماذا الله أوجده وهل هو نعمة؟ نعم، نعمة, ومن أكبر نعمه علينا. فهو الوريد والشريان فينا الذي يقربنا لله جل في علاه.. ولولا الحب لما فهمنا الحياة ولا سعدنا ولا ابتسمنا ولا رحمنا بعضنا بعضا …
فالحب هو الود والقرب مع الإحتياج والخضوع..وهو عام والود خاص ..
وأنواعه ثلاث : أوله حب الله وثانيه حب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وثالثه الحب الطبيعي .وكلهم مرتبطين بخيط واحد معقود بذهب. والذهب معدن وصعب أن يفك.

c

الحب الطبيعي : هو حب فيه تقدير وإحترام ومحبة وصحبة وهو يكون بين الناس، وكلهم في ميزان واحد وكل على حسب مكانتهم في تقدير الحب الذي كلفهم به الله سواء والد لولده، أو ولد لوالده، زوج لزوجته أو زوجة لزوجها أو لمعلم أو لأصدقاء …وهذا النوع من الحب يرزقه الله ويسوقه إليك فيوفقك به .

أما حب الله فهو الأعظم والأكبر لأنها النعمة ومنه الحمد ولا يقارن بحبه شيء. ووده والتعلق به من أقوى أنواع الحب .فهنا الطاعة، الإستسلام، الخضوع والإحتياج لجميع وجدانك إليه والعجز عن العيش بدونه. فلولا حب الله ومحبته لك، لما كان بين الناس محبة ولا ودا فهو الذي يلقي الحب لتحب ..

وحب النبي صلى الله عليه وسلم هو حلقة الوصل بينهم لقوله تعالى” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ” فحب الله مرتبط باتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

“فسيكولوجية الحب” تكون في المودة وهو قرار وفعل .. فالمودة أعمق من الحب وهو شريان النفس الذي يضخ الحب الى الوجدان ..فعندما يسألنا الله عن القربى أراد بها المودة..
ويأتي اسم ليعظم ذلك كله “فالرحمن “..اسم من أعظم أسماء الله مشتق من الرحم، فمسألة الرحم ليست بالأمر السهل أبدا وأعظم فتنة هي فتنة قطع هذا الشريان” فلا حياة حقيقية بعدها … والرحم وأمره بيده تعالى، وسر الحياة في الرحم، وسر المودة في الحياة .
والعيش بموازنة الحب هو أن تعيش بميزان نفسك بالمودة بأن تميل نفسك مع عقلك لتتحكم في تصرفاتك وتعلقك بالمحبوب ..فالعقل والنفس والجوارح كلها مرتبطة بالمودة، فالعقل بالمودة والنفس بالمودة والجوارح بالمودة لأنه الشريان ولأنه الأصل…
وسر حب الله لعبده هو أن يحب أرحامه وصلته بهم بالمودة …

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22- 23] متفق عليه

فضع حبك في ميزان نفسك و في مكانه المناسب وتعويد النفس بالمودة في صلة الأرحام فإنها أعظم منزلة ..

قال تعالى ” قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ”

بقلم: ميادة مدني

زر الذهاب إلى الأعلى
تواصل معنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف اقدر اساعدك