في إحدى الدعاوى الجنائية التي تزدحم بها ملفات القضاء كان هناك متهم مدان بقتل مديره في شركة صغيرة بعد أن ثبت بأنه يوجد بين المتهم والمجني عليه عداوة قديمة وتنافس على منصب المدير العام للشركة ,وخاصة أن الجريمة قد حدثت مع انصراف جميع الموظفين وبقائه في الشركة وحده مع المدير ماعدا الحارس الذي زعم إنه كان قد ذهب خارجاً لشراء الغداء، ليفاجأ لدى عودته بوجود المتهم واقفاً فوق رأس المغدور وهو غارق في الدماء
المحكمة أخذت بالدلائل التي تشير بإصبع الاتهام إلى الشخص الوحيد الذي كان برفقة المجني عليه ,وخاصة بعد شهادة شهود الزور الذين أكدوا على وجود الحارس خارج الشركة لحظة وقوع الجريمة.
وفي الجلسة الأخيرة للنطق بالحكم كان هناك الكثير ممن حضروا المحاكمة ومن بينهم الحارس الذي دعي من قبل هيئة المحكمة للشهادة، وما إن نزل من على منصة الشهادة حتى صرخت زوجة المغدور بأعلى صوتها، وتوجهت بسرعة إلى الشاهد الحارس وهي تشدّه من رقبته ,مما جعل كل من في المحكمة يسرع لتخليصه من بين يديها, فإذا هي تمسك بين يديها سلسالاً ذهبياً كانت قد أهدته لزوجها المغدور في عيد زواجهما، وكان قد اختفى من رقبة زوجها بعد قتله وتم اعتباره من المسروقات التي لم يتم العثور عليها بالإضافة إلى ساعته الثمينة وخاتمه الذهبي. وهكذا أعلنت براءة المتهم وتم القبض على الحارس بعد اعترافه بجريمته وتمثيلها.. فسبحان الله ليس هناك من جريمة كاملة والحقيقة لابد أن تظهر ولو مرّ عليها الزمان وكما يقال (للباطل جولة وللحق جولات)